الجمعة، 11 ديسمبر 2009

التصميم الداخلى والأثاث للطرز الامريكية المعاصرة

لقدكان التصميم بأمريكا فى بداية القرن التاسع عشر يسمى بفترة الإحياء الإغريقي GREEK REVIVALISM , وفى نهاية القرن يسمى بفترة إحياء الرومانسي فيما عرف بالعمارة البنية BROWN ARCHITCTURE , والتى ابتدأها المعمـاري هنرى هابسون ريتشاردسون H.H. RECHARDSON , حيث استعمل الأحجار البنية المكشوفة والبارزة مع العقود نصف دائرية و والأسقف المائلة المغطاة بالقراميد فى العديد من كنائسه ومكتباته ومجموعاته التجارية .
وقد اتجه بذلك الى الملمس الخشن مع اللون القاتم مؤثرا فى عمارة هذه الفترة , وليشكل لونا أخر من ألـوان العمارة ذات الطابع الخاص بها .
مع ظهور الحديد والزجاج والصلب والخرسانة فى القرن العشرين اتجه الفكر التصميمى الى الإبداع الانتفـاعى والإنشائي متنكرا للإبداع الفني كهدف . وتغير بذلك التصميم الذى اتجه الى بساطة الملمس واللون والشكل عن طريق المواد الناعمة المصقولة كالبياض والزجاج , والتشكيلات الهندسية البسيطة ذات الامتدادات الأفقية والإمدادات الرأسية الشاهقة , فى حدود الزاوية القائمة والخط المستقيم كمحددات خارجية وداخلية . كـما أدت هذه المواد الحديثة الى تغيير المعالجات التصميمية والشكلية فى المبنى , حيث أمكن تحقيق المسـقط المفتوح OPEN PLAN , مع استعمال هياكل وجمالونات ذات نسب رشيقة وأوزان خفيفة مقارنة بالحجر وما شابهه , فأثر ذلك على نسب المبانى وخصائصها التشكيلية وامكانية تكـرارها , وخـاصة بعد ظهور مزايا التـوحيد القياسى للصناعة عامة ولسبق تجهيز المبانى داخليا وخارجيا خاصة .
وبصفة عامة نستطيع استنتاج أن الخط الرئيسى السائد فى تلك الفترة من القرن العشرين كان هو الاتجاه نحـو البساطة واستخدام الأشكال الهندسية السهلة التكوين والادراك . فالفراغ أصبح ديناميكيا حـرا ينطـلق بين طوابق المبنى رأسيا وبين الكتل المختلفة أفقيا . كما اتصل الفراغ الداخلى بالفراغ الخارجى من خلال الفتحات الزجاجية ذات المساحات الكبيرة .
من أبرز الاتجاهات الشكلية التى ظهرت فى هذه الفترة الاتجاه الهندسى التجريدى الناتج عن تصنيع الميكانيكى .
ويؤكد الاتجاه الأول الشكل الهندسى الأساسى , ويظهر جمالياته , ويستخدم مبدأ التوحيد القياسـى والحـل الانشائى الشامل . ومن أبرز رواد هذا الاتجاه لوكوبوزييه ووالتر جروبيوس وميس فان ديروه . أما الاتجاه الثانى وهو الاتجاه العضوى والناتج عن الوعى البيولوجى البيئى , فقد اعتمد فى تشكيلاته على مبادئ التكوين العضوى فى الطبيعة والحياة , ومن أبرز رواده فرانك لويد رايت .
لقد اتجه لوكوربوزييه الى الجمال الكامن فى الأشكال الهندسية الأساسية كالمكعب والكرة والأسطوانة لصـلتها بالأشكال الطبيعية , وذلك عن طريق أسطح رقيقة من البياض الأملس والفتحات الزجاجية على نفس المستوى
وقد استمر استعمال المساحات الكبيرة من البياض الأملس على يد عديد من فنانى ومعماريى النمسـا وهولندا من مجموعة الديستيل DE STIJL الذين نادوا باستعمال الأسطح الملساء من البياض والدهان بالألوان الأساسية والغاء استعمال المواد الطبيعية الخشنة غير المتجانسة الألوان .
وبظهور المواد الجديدة وخاصة الحديد والتى عارضها معماريو العصر , ورأوا ضرورة تغليفها وإخفائها لقبـح شكلها – ظهرت معالجات أخرى بالمواد الملونة , حيث صمم كثير من معماريى تلك الفترة ذلك الغلاف المحيط كما لو كان حائطا حاملا , وابتكر البعض الأخر مثل سـاليفان نوعـا مـن الحشـوات من التراكوتا الملونة والمزخرفة التى كانت ملائمة لوظيفتها بالإضافة الى جمالها .
قد أدى التوسع فى فى استعمال المواد الطبيعية والصناعية البارزة غير المنتظمة – متجها الى الأسطح من البياض – لم يدم طويلا , اذ سرعان ما عاد المصممين والمعماريين الى ادراك دور الملمس من الناحية الانتفاعية الإبداعية , فنجدهم قد انتقلوا على خطوات هذه الحقيقة الثابتة فى نبع التراث . لقد تحرر التصميم من عقدة آلاف المواد المتاحة الطبيعية والكيماوية والمصنعة , برغم ما يحمله ذلك من خطورة التنافر والفوضى والإزعاج .
وقد استمر اتباع كل من الاتجاهين الهندسى والعضوى الى حين تطور التصميم تطوره المتوقع نحو الإنسانية . ونحو هذا الهدف تعددت سبل الإبداع التشكيلى , ومن هذه السبل ما اتجه نحو البدائية BRUTALISM كما فى أعمال لوكوربوزيه ثم الى البدائية الجديدة كاتجاه تشكيلى فلسفى .
وقد ظهر هذا الاتجاه فى منتصف الخمسينيات وحتى الستينيات فيما أطلق عليه بالاتجاه العاصر التطور LATE MODERN .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق